شـهـقـةُ الـحـورْ

تفتتَّ الصمُّ واندكّت صــلابتهُ * * * واندسَّ في العظمِ وهنُ الصوتِ واللجبِ
وانحازَ للحزنِ حرفٌ في مصـيبتهِ * * * مـــا أوقدَ الشعرَ إلاَّ شبَّ كاللهبِ
يشرينِيَ الهمُّ في ولهٍ ويتـركـني * * * للبيـــعِ جسمٌ فراهُ الحزنُ بالقضبِ
يا دمـعـةَ الأرضِ يا رزءاً يبدّدني * * * كـالرملِ في الريحِ كالقشّاتِ كالسُحبِ
يا شهقةَ الحــورِ يا دمعاً تمثَّلَهُـم * * * يا مـذلهِمَّ الكـونِ يا بـوابـةَ النصَبِ
يا (عاشرَ الفقدِ) ما آتيت من وجعٍ؟ * * * أطــعمتني القيحَ أو قد زدتَ في سغبي؟
(الأربعينُ) اليومَ يا ويحي للوعـتها * * * كـم كرّسَ الجــرحُ منها طعنةَ النُدبِ!
هلاَّ أجبتَ الحـزن يا دهراً تكالبهُ * * * قحطُ الصديقِ ليؤذي (السبطَ) بالكُرَبِ ؟
ماذا دعـا للتربِ أن يبقى برونقهِ * * * إذ ضمَّ دمَّ النـحـرِ (للعطشانِ والتَعِبِ) ؟
يبقى (الحسينُ) ثلاثـاً دونما سُتُرٍ * * * مـقـطّعُ الأوداجِ مـثـنيٌّ على التُربِ
يبقى تريـب الخدِّ معفوراً بشيبتهِ * * * وهو (ابـن بنـت المصطفى) ريّانةُ القُطبِ
قد خانهُ القومُ يا ويلاً لهـم أبداً * * * نصروا (الحثالاتَ) إذ خانوا (سنا الذهبِ)
يومَ (العقيلةُ) قد مرّت بدمعتها * * * في (الأربعينِ) تـرومُ (السبـطَ) بالنَحَبِ
تحكي (لجابرَ) أرزاءً تلوّعهـا * * * والـذكرياتُ بـأرضِ (العقرِ) والشُعَبِ
تثلَّمَ الظلمُ من ظلمٍ ألمَّ بهــا * * * فـوقَ العجافِ النضوِ تبكي دونما حَدَبِ
لو هزَّ حزنيَ جذعاً من مصيبتها * * * ينـهالُ منـها الرزءُ أطناناً منَ الرُطَبِ !
قد صرَّعَ البغيُ أحباباً لها بَـذخاً * * * حتّى أشـاب الـدهرُ فـيها كلَّ معتشبِ
شاءت لها الأقدارُ أن تحوي مصائبها * * * وعـلى قضـاء الله لا شجبي ولا عَتَبِي
لكنَّ حزنَ الذاتِ يستشري بقافيتي * * * حتى يجيءُ الهمُّ مجبولاً على الدأبِ
فأحجُّ نحوَ (العقرِ) متجهاً بمحبرةٍ * * * تطوفُ كالسِربِ في دوّامةِ القشبِ
(شطُّ الفراتِ) لها تسعى قـوافلنا * * * كـالفُلكِ في البـحرِ رغمَ الموج و العببِ
ونظلُّ ننصبُ (للعطشانِ) مأتمنـا * * * ونخطُّ رزءَ الحرفِ في رزنامة الكتبِ

حسين علي آل عمار

12/2/1429هـ

يسلموو

الله يسلمك

أشكرك الحلم الأخير على المرور

ينطيك الف عافية

بارك الله فيك..

hussein كتب:: ينطيك الف عافية

بارك الله فيك..

الله يعافيك

مشكور على المرور